وقفة اعتبار
فَلَكٌ دَائِرٌ وَبَحْرٌ زَخُوْرُ وَزَمَانٌ إِلَى الـمِحَاقِ يَسِيْرُ وَفَنَاءٌ عَلَى الأَنَامِ دَؤُوْبٌ وَرُسُوْمٌ شَوَاخِصٌ وَقُبُوْرُ الحَضَارَاتُ وَالقُرُوْنُ الخَوَالِيْ شَاهِدَاتٌ فَأَيْنَ أَيْنَ البَصِيْرُ أُمَمٌ فِيْ الرُّمُوْسِ سَادَتْ وَبَادَتْ وَقُرُوْنٌ تَعَاقَبَتْ وَدُهُوْرُ وَرُكَامٌ مِنَ الطُّلُوْلِ تَبَدَّى وَرُكَامٌ مِنْ تَحْتِهِ مَطْمُوْرُ وَطِبَاقٌ أَجْدَاثُهمْ مُوْحِشَاتٌ وَخَلِيْطٌ رُفَاتُهمْ والشُّعُوْرُ قِفْ عَلَيْهِمْ وَاسْتَفْتِهِمْ عَنْ حَيَاةٍ وَدَّعُوْهَا أَوَاقِعٌ أَمْ غُرُوْرُ ثُمَّ سَلْهُمْ عَنْ بَرْزَخٍ أُوْدِعُوْهُ أَنَعِيْمٌ أَمْ جَاحِمٌ مَسْجُوْرُ وَالتَمِسْ وَعْظَهُمْ لِـخُلْفٍ غُوَاةٍ غَالِ أَحْلَامهُمْ عَدْوٌ غُرُوْرُ لَا تَقُلْ لَيْسَ لِلْجَوَابِ سَبِيْلٌ مَقْبَرٌ دَارِسٌ وَصَمْتٌ وَقُوْرُ صَمْتُهُمْ أَبْلَغُ المَوَاعِظِ نُطْقًا فَهْوَ نَوْحٌ وَحُرْقَةٌ وَزَفِيْرُ وَهْوَ شَجْوٌ وَعِبْرَةٌ وَذُهُوْلٌ وَهْوَ كَرْبٌ وَلَوْعَةٌ وَحُسُوْرُ وَهْوَ غَمٌّ وَغُصَّةٌ وَاكْتِئَابٌ وَهْوَ حُزْنٌ وَلَـهْفَةٌ وَبُسُوْرُ آسَفُوا الأَرْضَ حِيْنَ كَانُوْا عَلَيْهَا فَاحْتَوَاهُمْ بِهَا مِهَادٌ حَصِيْرُ كُلُّ مَا فَوْقَهَا عَلَيْهِمْ عُكُوْفٌ فِيْ اعْتَبَارٍ وُهُودُهَا وَالبُرُوْرُ وَجِبَالٌ مُسَبِّحَاتٌ دَوَامًا وَطُيُوْرٌ حَنِيْنُهَا مَحْسُوْرُ مِثْلَمَا أَوَّبَتْ بِتَرْجِيْعِ ذِكْرٍ خَلْفَ دَاوُدَ وِرْدهُنَّ الزَّبُوْرُ لَوْ سَمِعْنَا أَصْدَاءَهَا ذَاتَ يَوْمٍ مِثْلَ شَجْوٍ يَبُثُّهُ مَصْدُوْرُ لَادّعَيْنَا بِجَهْلِنَا أَنَّمَا ذَا نَغَمَاتٌ إِلَى الغَرَامِ تُثِيْرُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ كَفُوْرٍ سِوَانَا غَافِلٌ لَا يَرَى وَلَا يَسْتَنِيْرُ عِبَرٌ كُلُّهُ الوُجُوْدُ فَهَلَّا كَانَ مِنَّا إِلَى اليَقِيْنِ عُبُوْرُ لَا قُلُوْبٌ لِـمَا هُنَا عَاقِلَاتٌ كَيْفَ وَاللبُّ ذَاهِلٌ مَخْمُوْرُ لَا عُيُوْنٌ لِـمَا تَرَى مُبْصِرَاتٌ كَيْفَ وَالطَّرْفُ بِالـهَوَى مَسْحُوْرُ نَحْنُ فِيْ زَوْرَقِ الحَيَاةِ أُسَارَى وَهْوَ فِيْ الـهَوْلِ مُصْعِدٌ وَمُغِيْرُ نَحْنُ فِيْ مَوْكِبِ الفَنَاءِ حَيَارَى وَالـمَنَايَا تَؤُزُّهُ فَيَسِيْرُ أَخَيَالٌ حَيَاتُنَا أَمْ سَرَابٌ أَهَبَاءٌ أَحْلَامُنَا أَمْ أَثِيْرُ عَجَبًا لِلأَنَامِ مِنْ كُلِّ جِيْلٍ أَمَلٌ جَامِحٌ وَعُمْرٌ قَصِيْرُ ذُوْ ثَرَاءٍ بِمَالِهِ يَتَلَهَّى وَزَعِيْمٌ بِمُلْكِهِ مَغْرُوْرُ عَابِثٌ أَكْثَرُ الخَلَائِقِ غِرٌّ صَدَّهُ الكِبْرُ وَاعْتَرَاهُ السُّدُوْرُ مَا كَأَنَّ الدَّيَّانَ أَنْـَزلَ ذِكْرًا لَا وَلَا أَنْذَرَ الأَنَامَ نَذِيْرُ أُوْذِيَ الـمُصْلِحُوْنَ فِيْ كُلِّ قَرْنٍ كُلُّهُمْ نَاِصحٌ أَمِيْنٌ صَبُوْرُ أَنْذَرُوْا قَوْمَهُمْ رَزَايَا قُرُوْنٍ عَانَدَتْ قَبْلَهُمْ وَسَاءَ الـمَصِيْرُ فَالـمَعَاصِيْ لِلأَرْضِ مِنْهَا ضَجِيْجٌ وَلِأَقْلَامِ كَاتِبِيْهَا صَرِيْرُ أَسْكَرَتهُمْ مِنَ الحَضَارَةِ كَأْسٌ مَنْ تَحَسَّى شَرَابَهَا لَا يَخِيْرُ دَمْدَمَ اللهُ بِالذُّنُوْبِ عَلَيْهَا فَإِذَا زَيْفُهَا حُطَامٌ يَمُوْرُ وَإِذَا هُمْ مِنَ العَذَابِ سُكَارَى صَاِرخٌ لَاهِثٌ وَنَوْحٌ ثُبُوْرُ سُنَّةٌ فِيْ الأَنَامِ تَجْرِي لِزَامًا وَانْتِقَامٌ محَتَّمٌ مَقْدُوْرُ حُجَّةُ اللهِ كَالنَّهَارِ أُقِيْمَتْ لَيْسَ فِيْ الخَلْقِ هَالِكٌ مَعْذُوْرُ بَلْ لَقَدْ أُمْهِلَ الطَّغَاةُ طَوِيْلاً وَأَتَاهُمْ مِنَ العِظَاتِ كَثِيْرُ أَوَلَـمْ يَكْفِهِمْ مَصَارِعُ تَتْرَى وَالـمَنَايَا رَوَاحُهَا وَالبُكُوْرُ رُبَّ قَصْرٍ قَدْ صَارَ قَبْرًا مِرَارًا قَاهِرُ اليَوْمِ فِيْ غَدٍ مَقْهُوْرُ هَالِكٌ فَوْقَ هَالِكٍ يَتَعَالَى وَأَسِيْرٌ يَسْطُوْ عَلَيْهِ أَسِيْرُ وَصِرَاعٌ عَلَى حُطَامٍ حَقِيْرٍ وَالـمَنَايَا تَغُوْلُـهُمْ وَمُكُوْرُ فَأَتَاهُمْ مِنَ السَّمَاءِ نَفِيْرٌ وَأَتَى القَوْمَ.............. يَعْصِفُ الـمَوْتُ بِالجِبَالِ فَتَهْوِي أَوْ يُغْشِّي أَكْبَادَهَا فَتَثُوْرُ وَنُسُوْرٌ تَقْتَاتُ أَشْلَاءَ قَوْمٍ ثُمَّ تَهْوِي إِلَى الحَضِيْضِ النُّسُوْرُ سَلْ بَنَاتَ الثَّرَى إِذَا زُرْتَ لـَحْداً أَيَّ شِلْوٍ أَبْقَيْنَ مِمَّنَ تَزُوْرُ كَيْفَ عَفَّرْنَ فِيْ الرِّغَامِ وُجُوْهًا طَالَـمَا أُسْدِلَتْ عَلَيْهَا السُّتُوْرُ مِنْ أُنُوْفٍ لَمْ تَأْلَفِ الرُّغْمَ شُمٍّ وَجِبَاهٍ تَغَارُ مِنْهَا البُدُوْرُ كَيْفَ جُبْنَ الخُدُوْدَ نهْشًا وَخَدًّا كَيْفَ كَانَ الوُرُوْدُ ثُمَّ الصُّدُوْرُ كَمْ تَخَلَّلْنَ من لِسَانِ فَصِيْحٍ مُطْرِبِ الشَّدْوِ لَـحْنُهُ مَزْمُوْرُ وَبَنَانًا نَهَشْنَهُ كَانَ غَضًّا يُبْرِئُ الحِبَّ حِسُّهُ وَالـمُرُوْرُ وَعُيُوْنًا فَقَأْنَ فَانْثَلَّ مِنَهَا كَنْزُ سِرِّ الصَّبَابَةِ الـمَسْرُوْرُ وَجُفُوْنًا زَهَى بِهَا ذُوْ دَلَالٍ فَاتِرَ اللَحْظِ لِلقُلُوْبِ سَحُوْرُ وَقُلُوْبًا فَرَيْنَ كَانَتْ بُيُوْتًا عَامِرَاتٍ بِهَا سِرَاجٌ مُنِيْرُ وَكُبُوْدٌ أُخْمِدن كَانَتْ ضِرَامًا تَتَلَظَّى مِنْ حُرْقَةٍ وَتَفُوْرُ كَمْ قِوَامٍ ذِيْ نَضْرَةٍ وَرَوَاءٍ فَهُوَ اليَوْمَ هَامْدٌ مَنْخُوْرُ سَلْ وَلَا عَتْبَ بَلْ عَزَاءَ لِأَمْرٍ غَابَ عُذَّالُهُ وَقَامَ العَذِيْرُ وَاسْتَوَى فِيْهِ لَابِسُ التَّاجِ زَهْوًا وَغَرِيْبٌ مِنَ الرِّعَاعِ حَقِيْرُ إِخْوَةٌ فِيْ الرَّمِيْمِ مَا فِيْ رُفَاتٍ عَنْ رُفَاتٍ مَزِيَّةٌ أَوْ ظُهُوْرُ قَدْ تَسَاوَى إِيْوَانُ كِسْرَى وَخُصٌّ كَانَ خِدْرًا لَـمْ تَدرِ عَنْهُ الخُدُوْرُ وَتَدَانَى بِسَاطُ كِسْرَى الـمُوَشَّى وَعَتِيْقٌ مِنَ البَوَادي حَصِيْرُ وَاسْتَوَتْ فِيْ اللحُوْدِ أَكْفَانُ خَزٍّ ذِيْ طِرَازٍ وَبَالِيَاتٌ طُمُوْرُ وَالْتَقتْ هَاهُنَا الجَمَاجِمُ سِلْمًا وَاخْتَفَى بَيْنَهَا الصِّرَاعُ المَرِيْرُ وَالبَقَايَا مِنْ عَاشِقَيْنِ اسْتماتًا حَسِبَا أَنَّهُ اللِقَاءُ الأَخِيْرُ آنَسَا فِيْ التُّرَابِ ذِكْرَى حَنَانٍ فَالْتَقَتْ فِيْ ثَرَاهُ تِلْكَ الصُّدُوْرُ قِفْ وَهَبْ أَنَّكَ المُسَجَّى صَرِيْعًا وَاطْوِ عُمْرًا كَلَحْظَةٍ سَيَغُوْرُ وَاذْكُرنْ يَوْمَ كُنْتَ بِالأَمْسِ حَيًّا ثُمَّ ذَا أَنْتَ هَا هُنَا مَقْبُوْرُ مَا لِعَبْدٍ مِنَ القَضَاءِ مَفَرٌّ مَا لِعَبْدٍ فِيْ ذَرَّةٍ تَدْبِيْرُ كُلُّ شَيْءٍ بِقُدْرَةِ اللهِ يَجْرِي فَاخْتِيَارٌ وَتَارَةً تَسْخِيْرُ مِنْ شُمُوْسٍ فِيْ كَوْنِهَا سَابِحَاتٍ وَذَرِيْرٍ حَوْلَ النَّوَاةِ يَدُوْرُ أَسْلَمَ الكُوْنُ وَاسْتَكَانَتْ قُوَاهُ وَضَعِيْفُ الوَرَى ظَلُوْمٌ كَفُوْرُ يَرْتَجِيْ الخُلدَ فِيْ حُثَالَةِ دَهْرٍ جَفَّ يَنْبُوْعُهَا وَغَارَ الغَدِيْرُ مَا بَقَاءُ النَّهَارِ وَالشَّمْسُ تَهْوِيْ وَدِمَاءُ الحَيَاةِ نَزْرٌ يَسِيْرُ قُل لِـمَنْ شِئْتَ يَا عَقِيْرَ الخَطَايَا بَادِرِ التَّوْبَ فَالحِسَابُ عَسِيْرُ رُبَّمَا تَعْتِقُ الذُّنُوْبُ أَسِيْرًا لَوْ تَجَافَى عَنِ الذُّنُوْبِ الأَسِيْرُ سُنَنُ اللهِ مَاثِلَاتٌ وَلَكِنْ ضَلَّ إِحْسَاسُنَا وَغَابَ الشُّعُوْرُ مَا كَأنَّ القُبُوْرَ فِيْ كُلِّ وَادٍ مَا كَأَنَّ الحَيَاةَ طَيْفٌ يَمُوْرُ مَا كَأَنَّ الآثَارَ فِيْ كُلِّ رَيْعٍ تَتَبَاكَى خَوْرَنَقٌ وَسَدِيْرُ لَوْ صَحَا عَقْل مَنْ يُنَقِّبْ فيها لَتَوَلَّى وَقَلبُهُ مَذْعُوْرُ لَوْ قَلبْتَ الثَّرَى لَأَلفَيْتَ دُوْرًا فِيْ الحَنَايَا وَتَحْتَ هَاتِيْكَ دُوْرُ كُلُّمَا أَوْغَلَت يَدَاكَ وَكَلَّتْ قَامَ يَدْعُوْكَ مرْبَعٌ مَغْمُوْرُ كَفَنٌ هَذِهِ البَسِيْطَةُ لَكِنْ يَخْدَعُ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْشُوْرُ يَأْكُلُ الدَّهْرُ رَوْنَقَ الدَّارِ غَضًّا ثُمَّ تَغْفُوْ عَنِ الدِّيَارِ الدُّهُوْرُ فَالخَرَابُ العَتِيْقُ أَطْوَلُ عُمْرًا مِنْ جَدِيْدٍ لَهُ طِلَاءٌ طَرِيْرُ أَحْزَنَ البُحْتُرِيَّ إِيْوَانُ كِسْرَى وَتَغَنَّى بِمَجْدِهِ وَهْوَ بُوْرُ تَارِكًا ((سِرّ مَنْ رَآهَا)) تُبَاهِي بِقُصُوْرٍ يَغْشَى ذرَاهَا السُّرُوْرُ ثُمَّ صَارَتْ أَحَقّ بِالحُزْنِ ((دَارًا)) فَهْيَ مِنْ بَعْدُ بَلْقَعٌ مَهْجُوْرُ وَالـمُلُوْكُ الكِبَارُ مِنْ قَبْلِ ((دارا)) عُمِّرُوْا وَالزَّمَانُ غَضٌّ نَضِيْرُ وَكُؤُوْسُ الـمُنَى لَـهُمْ مُتْرَعَاتٌ وَاللَيَالِي مَبَاهِجٌ وَحُبُوْرُ مَلِكَاتٌ مِثْلُ اليَوَاقِيْتِ غِيْدٌ وَالوَصِيْفَاتُ لُؤْلُؤٌ مَنْثُوْرُ رَافِلَاتٌ فِيْ هَالَةٍ مِنْ حَرِيْرٍ يَتَهَادَيْنَ وَالوَلَائِدُ حُوْرُ وَجُيُوْشٌ مِلْءُ الفَضَاءِ عُتَاةٌ تَتَبَارَى فِيْ بَطْشِهَا وَتَجُوْرُ وَكُنُوْزٌ مِنَ النَّفَائِسِ تُطْغِيْ مَنْ سَبَاهُ الحُطَامُ فَهْوَ فَخُوْرُ وَغِلَالٌ مِنْ زُخْرُفٍ وِلُجَيْنٍ حَوْلَهَا عُصْبَةٌ أَشِدَّاءُ سُوْرُ ذَهَبُوْا كُلُّهُمْ كَأَنْ لَمْ يَكُوْنُوْا وَتَلَاشَتْ قُصُوْرُهُمْ وَالقُبُوْرُ وَجِنَانٌ مِنَ الحَدَائِقِ أَقْوَتْ فَإِذَا مَرْجُهَا يَبَابٌ هَجِيْرٌ وَإِذَا الرَّوْضُ وَالنَّسَائِمُ عُصْفٌ لَافِحُ اللـهْبِّ وَالغِنَاءُ صَفِيْرُ أَيْنَ أَعْرَاسُهُمْ وَكَانَتْ بَهَاءٌ سَقْفُهُ المُزْنُ وَالوَطَاءُ الزُّهُوْرُ أَيْنَ أَعْيَادُهُمْ وَكَانَتْ حُشُوْدًا مَنْ رَآهَا فَبَاهِتٌ مَبْهُوْرُ صَرَخَ المَوْتُ بَيْنَهُمْ فَاسْتَجَابُوْا وَرَمَاهُمْ بِسَهْمِهِ فَاسْتَطِيْرُوْا عِبَرٌ لَوْ تَأَمَّلَتْهَا صُخُوْرٌ لَبَكَتْ شَجْوَهَا الأَسِيْفَ الصُّخُوْرُ ذَاَكَ عَيْنُ المَصِيْرِ يَجْرِيْ دَوَامًا وَعَلَى قُطْبِهِ تَدُوْرُ العُصُوْرُ فَاسْأَلِ الحِجرَ مَا بَنَتْهُ ثَمُوْدٌ أَقُصُوْرٌ مَنْحُوْتَةٌ أَمْ جُحُوْرُ لَا تَظُنُّ الشَّقِيَّ وَقْفًا عَلَيْهَا كُلُّ قَوْمٍ لَهُمْ ((قِدَارٌ)) جَسُوْرُ وَالوَلِيْدُ اللَعِيْنُ فِرْعَوْنُ مِصْرٍ أَيْنَ أَوْتَادُهُ وَأَيْنَ الجُسُوْرُ أَيْنَ قَارُوْنُ وَالكُنُوْزُ الرَّوَاسِيْ كَيْفَ سَاخَتْ وَأَيْنَ غَابَ النَّصِيْرُ سَلَفٌ لِلطُّغَاةِ فِيْ كُلِّ عَصْرٍ مَنْ تَوْلَاهُ خَاسِرٌ مَثْبُوْرُ أَيْنَ عَادٌ وَهَل رَأَيْتَ كَعادٍ جَلَّلَتَهَا مَصَانِعٌ وَقُصُوْرُ كُلُّ حَقْبٍ بِهِ عِمَادٌ رَفِيْعٌ كُلُّ رَيْعٍ بِهِ صُرُوْحٌ تُنِيْرُ أَرْهَبُوْا أَفْسَدُوْا تَمَادَوْا بِغَيٍّ فَمَحَى رَسْمَهُمْ هَلَاكٌ مُبِيْرُ يَا مَعَاذَ الرَّحْمَنِ رِيْحٌ عَقِيْمٌ تَتَلَظَّى عَلَى السَّحَابِ دَبُوْرُ فَعِظَامٌ مِنَ الوَرَى نَخِرَاتٌ وَعِظَامٌ مِنَ البِلَادِ تَخُوْرُ لَوْ رَأَيْتَ القُصُوْرَ وَهْيَ حطامٌ لَوْ رَأَيْتَ الأَفْلَاجَ وَهْيَ تَفُوْرُ لَوْ رَأَيْتَ السَّمَاءَ وَهْيَ دُخَانٌ لَوْ رَأَيْتَ الفَضَاءَ وَهْوَ سَعِيْرُ هَكَذَا يَكْرَعُ النَّدَامَةَ خِزْيًا كُلُّ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ لَا يَحُوْرُ نَقَّبُوْا فِيْ البِلَادِ هَل مِنْ مَحِيْصٍ وَاسْتَغَاثُوْا وَمَا هُنَاكَ نَفِيْرُ وَاسْتَجَارُوا وَلَاتَ حِيْنَ مَنَاصٍ لَيْسَ فِيْ الخَلقِ مَنْ عَلَيْهِ يُجِيْرُ أَسْلَمَتْهُمْ إِلَى البَوَارِ ذُنُوْبٌ مُوْبِقَاتٌ وَخَابَ جِدُّ عَثُوْرُ فَارْتَقِبْ كَرَّةً عَلَى الرُّوْمِ تَأْتِيْ لَا يَغُرَّنَكَ السَّرَابُ الكَبِيْرُ جَبَرُوْتٌ وَسَطْوَةٌ وَاقْتِدَارٌ وَعُتُوٌّ وَعِزَّةٌ وَغُرُوْرُ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّكَ أَضْحَتْ فِيْ سَحَابٍ مِنَ الهَبَاءِ يَطِيْرُ قُلْتُ إِذْ لَاحَتِ المَشَاهِدُ تَتْرَى وَفُؤَادِي لِـمَا يَلُوْحُ كَسِيْرُ وَيْحَ قَلْبِي وَهَلْ لِقَلْبِيْ بَقَاءٌ حِيْنَ يَجْـلِي لِنَاظِرَيْهِ النُّشُوْرُ مَشْهَدٌ صوَّرَتهُ كَالشَّمْسِ ((طه)) وَأَتَمَّتْ فُصُوْلَهُ ((التكوير)) إِذْ يَرَى الحَشْرَ وَالخَلَائِقَ فيهِمْ مُشْرَئِبُّوْنَ وَالجَحِيْمُ تَفُوْرُ وَكِتَابِيْ وَيَالَهُ مِنْ كِتَابٍ أَنَا بِاللهِ وَحْدَهُ أَسْتَجِيْرُ كُلُّ نَجْوَى وَكُلُّ طَارِفِ لحظٍ مِنْ ذُنُوْبِيْ مُسَطَّرٌ مُزْبُوْرُ رَبِّ فَامْنُنْ وَلَا تُؤَاخِذْ فَإِنَّا مَا لَنَا مِنْكَ مَلْجَأٌ أَوْ نَكِيْرُ وَحْدَكَ القَاهِرُ العَزِيْزُ وَكُلٌّ رَاغِمٌ خَاضِعٌ ذَلِيْلٌ حَقِيْرُ النُّجُوْمُ العِظَامُ تَسْجُدُ طَوْعًا وَالشَّيَاطِيْنُ بِالرُجُوْمِ دُحُوْرُ رَبِّ هَذِيْ وُجُوْهُنَا لَكَ تَعنُوْ كُلُّنَا رَاغِبٌ إِلَيْكَ فَقِيْرُ كُلُّنَا مُسْرِفٌ وَأَنْتَ حَلِيْمٌ كُلُّنَا مُذْنِبٌ وَأَنْتَ الغَفُوْرُ